السبريد في التداول : فهمه وأهميته
مفهوم السبريد واحدة من العناصر الأساسية في تجارة الفوركس وأسواق المال. يمثل السبريد الفارق بين سعر العرض (Bid) وسعر الطلب (Ask) للعملة. في هذا المقال، سنستكشف ماهية السبريد، وأهميته للمتداولين، وسنقدم أمثلة عملية لتوضيح الفكرة.
ما هو السبريد؟
السبريد هو الفرق بين سعر العرض (السعر الذي يمكنك بيع العملة به) وسعر الطلب (السعر الذي يمكنك شراء العملة به) لزوج العملات. يعبر السبريد عن تكلفة التداول وهو أحد المصادر التي يحصل من خلالها وسيط الفوركس على عائد على خدماته.
أهمية السبريد للمتداولين:
- تكلفة التداول: يعد السبريد أحد عوامل تكلفة التداول. عندما تفتح صفقة، يبدأ السوق بخسارة تعادل قيمة السبريد على الأقل، حيث يجب على السوق أن يتحرك لصالحك لتحقيق ربح.
- تأثير على ربحية الصفقة: بما أن السوق يجب أن يتحرك لصالحك بقيمة السبريد قبل أن تبدأ في تحقيق أرباح، فإن الصفقات القصيرة الأمد أو الصفقات التي تستهدف أرباح صغيرة قد تكون أكثر تحديًا بسبب وجود السبريد.
أمثلة لتوضيح السبريد:
لنفترض أن لدينا زوج عملات EUR/USD وأن سعر العرض (Bid) هو 1.2000 وسعر الطلب (Ask) هو 1.2002. في هذه الحالة، السبريد هو:
سعر السبريد = سعر العرض – سعر الطلب = 1.2000 – 1.2002 = -0.0002 أو 2 نقطة
هذا يعني أنه عند شراء العملة، ستدفع سعر الطلب (1.2002)، وعند بيعها ستحصل على سعر العرض (1.2000). الفارق بين السعرين (2 نقطة) يعتبر السبريد في هذا السياق.
تأثير الظروف على السبريد:
قد يتغير حجم السبريد بناءً على الظروف المختلفة في السوق. عندما تكون السيولة عالية (عندما يكون هناك الكثير من المتداولين والعروض والطلبات في السوق)، يكون السبريد عادةً أدنى. وعلى العكس، عندما تكون السيولة منخفضة (مثل خلال عطلات نهاية الأسبوع)، قد يزيد السبريد.
تأثير السبريد على المتداولين
1. تكلفة التداول:
أحد أهم تأثيرات السبريد هو تحديد تكلفة التداول. عند دخول صفقة، يكون المتداول على الفور في وضع خسارة تعادل قيمة السبريد. يجب أن يتحرك السوق لصالح المتداول بمقدار السبريد قبل أن يبدأ في تحقيق ربح. هذا يعني أن المتداولين يجب أن يكونوا حذرين لضمان أن السوق سيتحرك لصالحهم بما يكفي لتغطية تكلفة السبريد وتحقيق الربح.
2. اختيار الأوقات المناسبة:
قد يتغير حجم السبريد بناءً على الظروف في السوق. في فترات ارتفاع السيولة، قد يكون السبريد أقل، مما يعني تكلفة تداول أقل. وعلى العكس، في فترات انخفاض السيولة، قد يزيد السبريد، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على تكلفة التداول. لذا، من المهم اختيار الأوقات المناسبة للتداول لتجنب تكلفة السبريد العالي.
3. تأثير استراتيجيات التداول:
السبريد يؤثر أيضًا على استراتيجيات التداول المختلفة. على سبيل المثال، في الصفقات القصيرة الأمد التي تستهدف أرباح صغيرة، يمكن أن يكون السبريد عاملًا حاسمًا. إذا كان السبريد يمثل نسبة كبيرة من هدف الربح المستهدف، قد يكون من الصعب تحقيق الأرباح المتوقعة.
4. استراتيجيات إدارة المخاطر:
التعامل مع تأثير السبريد يتطلب استراتيجية إدارة المخاطر فعالة. يجب على المتداولين تحديد حدود معقولة للسبريد بناءً على استراتيجياتهم. على سبيل المثال، يمكن تحديد نسبة معينة من السبريد كحد أقصى لتحقيق الربح. إذا كان السبريد يتجاوز هذا الحد، يمكن أن يكون من الأفضل تجنب دخول الصفقة.
5. اختيار وسيط مناسب:
اختيار وسيط ملائم هو جزء مهم في التعامل مع تأثير السبريد. بعض الوسطاء يقدمون سبريد منخفض على العملات الرئيسية، مما يجعل التكلفة الإجمالية للتداول أقل. من المفيد قياس سبريد مختلف وسطاء واختيار الذي يناسب استراتيجيتك واحتياجاتك.